أخبار التكنولوجيا

“ستارشيب” ينفجر فى أولى رحلاته المدارية التجريبية للقمر والمريخ


انفجر صاروخ “ستارشيب” العملاق التابع لـ”سبيس إكس” والمُخصص للرحلات إلى القمر والمريخ، بعد انطلاقه من تكساس في أولى رحلاته المدارية التجريبية، وفقًُا لما أظهره بث مباشر للشركة.


 

نقلت تقارير إعلامية، أن هذا الانفجار لا يشكل فشلاً للشركة المملوكة للملياردير إيلون ماسك، كون الصاروخ انطلق بنجاح من منصة إطلاقه، ما يمثل أصلاً نجاحاً كبيراً لـ”سبيس إكس”.


 


وهنأ ماسك فرق العمل في شركته بعد إقلاع الصاروخ، واعداً بإجراء اختبار جديد “في غضون بضعة أشهر”.


 


وغرد في صفحته عبر تويتر: “تهانينا لفرق (سبيس إكس) على هذه التجربة الأولى المذهلة!”، مضيفاً: “تعلّمنا الكثير للاختبار المقبل الذي سنجريه في غضون بضعة أشهر”.


 


وانفصل الصاروخ الأسود والفضي والبالغ ارتفاعه 120 متراً عن قاعدة إطلاقه قرابة الساعة 8,30 صباحاً بالتوقيت المحلي (13,30 بتوقيت غرينتش)، تزامناً مع صيحات فرح أطلقها العاملون في “سبيس إكس”.


 


وتمّت عملية إطلاق الصاروخ المنتظرة من قاعدة “ستاربايس” للفضاء في أقصى جنوب ولاية تكساس الأمريكية.


 


ولم تُعرف حتّى الساعة الأسباب التي أدّت إلى انفجار “ستارشيب” الذي يرمي إطلاقه بصورة أساسية إلى جمع أكبر قدر من البيانات للاستفادة منها في النماذج التالية.


 


وكانت “سبيس إكس” أجرت، الاثنين، محاولة أولى لإطلاق الصاروخ، إلا أنّها أُرجئت بسبب مشكلة فنية طرأت في الدقائق الأخيرة من الاستعدادات.


 


وقال رئيس “سبيس إكس” إيلون ماسك، الأحد: “هذه الرحلة الأولى لصاروخ ضخم ومعقد جداً”، مشيراً إلى أنّ هذا الاختبار “محفوف بمخاطر كبيرة”.


 


و”ستارشيب” البالغ طوله 120 متراً هو أطول من صاروخ “ناسا” العملاق الجديد “اس ال اس” (98 متراً) الذي أُطلق في مهمة أولى خلال نوفمبر، ومن صاروخ “ساتورن 5” (111 متراً) الخاص بمهمات أبولو.


 


كذلك، يُفترض أن يتمتع “ستارشيب” بقوة إقلاع أقوى بمرتين من “اس ال اس” و”ساتورن 5″، ما يجعله الصاروخ الأقوى في العالم.


 


ولم تُجرَ قبلاً أي رحلة تجريبية للصاروخ الأسود والفضي بطبقتيه، ومنهما الأولى التي تحمل اسم “سوبر هيفي” والمجهزة بـ33 محركاً على الأقل.


 


واقتصرت الرحلات التي أجريت سابقاً على المركبة “ستارشيب”، وهي الطبقة الثانية من الصاروخ، إذ نُفذت رحلات تجريبية دون مدارية (حتى علو حوالى عشرة كيلومترات).


 


وكانت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” قد اختارت هذه المركبة لنقل رواد الفضاء التابعين لها إلى القمر خلال مهمة “أرتيميس 3” التي من المقرر إطلاقها رسمياً سنة 2025.


 


وهنّأ رئيس “ناسا” بيل نيلسون شركة “سبايس اكس”، مغرّداً عبر تويتر إنّ” كلّ إنجاز عظيم في التاريخ تطلّب مستوى معيّناً من المخاطر المحسوبة”، قائلاً إنّه “يتطلع للاختبار المقبل”.


 


انفجار 


كان من المقرر في محاولة الإقلاع أن تنفصل طبقة “سوبر هيفي” بعد نحو ثلاث دقائق من إقلاع الصاروخ وتسقط في مياه خليج المكسيك، إلا أن هذه المرحلة لم تتم بل استمر الصاروخ في الدوران قبل أن ينفجر.


ولو نجحت عملية انفصال هذه الطبقة عن الصاروخ لكانت مركبة “ستارشيب” شغلت محركاتها الستة وواصلت التحليق بمفردها على علو قد يتخطى 150 كيلومتراً. وكانت لستسقط في المحيط الهادئ بعد إجرائها أقل من دورة كاملة بقليل حول الأرض.


 


إلا أن اجتياز كل هذه المراحل بنجاح في أول رحلة تجريبية كان ليكون إنجازاً للشركة.


 


وكان إيلون ماسك حرص على التخفيف من التوقعات، قائلاً إنّ وصول الصاروخ إلى المدار من المحاولة الأولى مسألة غير مرجحة.


 


وأبدى أمله في ألا تُدمّر منصّة الإطلاق في حال انفجرت محركات “سوبر هيفي” عند الإقلاع.


 


وقال “في حال حدث ذلك ودُمّرت الإطلاق، فستستغرق إعادة بنائها أشهراً عدة”، مضيفاً “إذا ابتعد الصاروخ عن المنصة لمسافة كافية قبل تسجيل أي مشكلة، فسنعتبر ذلك بمثابة نجاح”.


سعر منخفض 


وستتمّ أول رحلة مأهولة لصاروخ “ستارشيب” بالشراكة مع الملياردير الأميركي جاريد ايزاكمان.


وسبق للملياردير الياباني يوساكو مايزاوا ولرجل الأعمال الأميركي دينيس تستو أن أعلنا عزمهما على إجراء رحلات حول القمر في هذا الصاروخ.


 


ويُفترض أن يكون “ستارشيب” قادراً على نقل ما يصل إلى 150 طنًا إلى المدار. وللمقارنة، لا يستطيع صاروخ “فالكون 9” أن يحمل سوى ما يزيد قليلاً عن 22 طناً في مدار أرضي منخفض.


 


وما يميّز “ستارشيب” هو إمكانية إعادة استخدامه كاملاً، في غضون “عامين أو ثلاثة أعوام”، على حدّ قول ماسك.


 


ولم يكن مقرّراً أن تُستعاد طبقتا الصاروخ بعد الرحلة التجريبية الأولى. لكن مستقبلاً، من المفترض أن تعود طبقة “سوبر هيفي” إلى منصّة الإطلاق مزودةً بذراعين لشلّ حركتها.


 


أمّا مركبة “ستارشيب” فكان يُفترض أن تعود إلى الأرض بواسطة صاروخ كابح. وسبق لـ”ستارشيب” أن خضعت لاختبارات عامي 2020 و2021 انتهت بانفجارات، قبل أن تنجح أخيراً في أن تحطّ بسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى