دراسة تكشف عن تفاصيل الاقتصاد العالمي للعمل المناخي
يسبب تغير المناخ عواقب وخيمة على البيئة والناس ويشكل تهديدًا كبيرًا للاستقرار الاقتصادي، ويستعرض تقييم جديد نُشر في Nature Climate Change الأبحاث المبتكرة والمتكاملة التي تدعم الحالة الاقتصادية للعمل المناخي القوي على المدى القريب.
ووفقا لما ذكره موقع “Phys”، سعت الدراسات الاقتصادية التي تحلل تكاليف وفوائد العمل المناخي الطموح والسريع لبناء حالة قوية بسبب الصعوبات المنهجية في محاولة قياس جميع تأثيرات المناخ.
ويبحث تحليل جديد في نهج رائد لتوقع الآثار الاقتصادية على طول مسارات التخفيف من آثار المناخ، ووجد أن تخفيضات الانبعاثات على المدى القريب هي الأمثل اقتصاديًا عالميًا، مع تقديرات مركزية لـ “الاحترار الأمثل” حول 1.8-1.9 درجة مئوية بحلول عام 2100.
تقع تحليلات التكلفة والفوائد لتأثيرات تغير المناخ بشكل عام في واحدة من مجموعتين، حيث تستخدم المجموعة الأولى الأساليب الإحصائية لربط أنماط المناخ والطقس بالإنتاجية الاقتصادية، وبينما كانت هناك تحسينات في هذا المجال، تظل هذه الأساليب “الصندوق الأسود”، فليس من الممكن بسهولة ربط الإنتاجية الاقتصادية بالوفيات المرتبطة بالحرارة أو الجفاف.
وتضيف المجموعة الثانية التأثيرات المناخية المختلفة المحسوبة بطريقة أكثر شفافية وتفصيلاً، ولكنها غير قادرة على تحديد جميع التأثيرات بالإضافة إلى جميع التفاعلات بينها بمرور الوقت.
وجد التقييم أن البحث الجديد يتخذ نهجًا رائدًا للبناء على العمل السابق بتفاصيل متزايدة تتضمن بعض التفاعل بين القطاعات، وتحسين أساليب الدراسات السابقة، وتحسب الدراسة الجديدة الفوائد والتكاليف النسبية للتخفيف من حدة المناخ وتأثيراته في ثلاثة نماذج تقييم متكاملة.
ركزت هذه النماذج تقليديًا على التخفيف عند محاكاة المسارات المناخية والاقتصادية المستقبلية، مع دراسات محدودة متعددة النماذج للتأثيرات الاقتصادية التفصيلية على طول هذه المسارات.
ويحلل العمل الجديد هذه العوامل معًا لحساب تخفيضات الانبعاثات المثلى اقتصاديًا ومسارات درجة الحرارة العالمية الناتجة لكل نموذج، ويعمل الضرر في النماذج، التي تربط الناتج المحلي الإجمالي بدرجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر، على حساب التأثيرات على الزراعة، والغابات، ومصايد الأسماك، والفيضانات، والبنية التحتية للطرق، وإمدادات الطاقة والطلب عليها، وإنتاجية العمالة.
لكن باستخدام هذا النهج الجديد، يقدر الباحثون أن الأضرار التي تم تجنبها تزيد 1.5-3.9 مرة عن تكاليف التخفيف من حدة المناخ، وذلك يعنى إن استثمار يورو واحد في الحلول المناخية يوفر للعالم ما يقرب من 1.5 إلى 4 يورو من آثار تغير المناخ.