اكتشاف فضائى جديد لتلسكوب جيمس ويب.. رصد بخار الماء يتصاعد من قمر زحل
اكتشف علماء الفلك عمودا هائلا من بخار الماء يتصاعد من إنسيلادوس، وهو قمر صغير تابع لزحل يعتبر من الأماكن الواعدة أكثر من غيرها للعثور على حياة خارج الأرض، وقد وصل العمود الذي حطم الرقم القياسي إلى ما يقارب 6 آلاف ميل في الفضاء، ما يعادل المسافة بين إيرلندا واليابان، وأرسل الماء في الفراغ بمعدل يقدر بـ 300 لتر في الثانية.
ووفقا لما ذكره موقع “RT”، فإنه من المعروف أن إنسيلادوس الذي يؤوي محيطا من المياه المالحة العميقة تحت قشرة خارجية جليدية، ينفث بخار الماء في الفضاء، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُشاهد فيها مثل هذا الطرد الضخم ينفجر من قمر يبلغ عرضه 300 ميل.
وقال جيرونيمو فيلانويفا، المؤلف الأول للدراسة وعالم الكواكب في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في ماريلاند: “لقد تأثرنا حقا بمدى حجمه واتساعه لم نكن متأكدين مما يمكن توقعه”
وتظهر القياسات التي أخذها التلسكوب أن القمر إنسيلادوس كان يفقد 300 كغ من الماء في الثانية في العمود، وهو ما يكفي لملء حوض سباحة بحجم أولمبي في غضون ساعتين.
ولاحظ جيمس ويب العمود لمدة 4.5 دقيقة فقط، لكن ذلك كان طويلا بما يكفي للحصول على بيانات قيمة.
ويوصف إنسيلادوس بأنه عالم محيط لأن علماء الفلك يعتقدون أن محيطا عالميا يقع تحت تضاريسه الجليدية ورصدت الملاحظات السابقة لقمر زحل أعمدة بخار الماء، تحمل جزيئات الجليد والمواد الكيميائية العضوية، وتندلع شبيهة بالسخانات من خلال الشقوق السطحية المعروفة باسم خطوط النمر ( tiger stripes).
ونظرا لأن إنسيلادوس يدور حول زحل بسرعة كبيرة، ويكمل مدارا حول الكوكب في أكثر من يوم أرضي واحد بقليل، يتدفق بخار الماء إلى مدار القمر حيث يشكل حلقة عملاقة تشبه الدونات تسمى الطارة (أو السطح الحلقي)، ووفقا للبيانات الفلكية من التلسكوب، فإن نحو 30% من المياه المتدفقة من إنسيلادوس تغذي الطارة مع خروج الباقي إلى محيط زحل.
وتعتمد الملاحظات على المهمة الناجحة للغاية لبعثة كاسيني التي قضت عقدا من الزمان في استكشاف زحل والعشرات من أقماره.
وأصبح المسبار أول من يصور الأعمدة المنبعثة من إنسيلادوس ويطير عبر تيارات البخار لأخذ عينات من مكوناتها.
وفي عام 2017، أفاد علماء ناسا أن القمر إنسيلادوس يحتوي تقريبا على جميع المكونات اللازمة للحياة كما نعرفها، بما في ذلك الماء والطاقة والكيمياء ذات الصلة.
ويُعتقد أن مصدر الطاقة مشابه للفتحات الساخنة الموجودة تحت سطح البحر والتي تعج بالحياة على الأرض.
وتهدف البعثات المستقبلية إلى عالم المحيط المتجمد إلى استكشاف سمك القشرة الخارجية الجليدية وعمق المحيط الجوفى.