إطلاق أداة تراقب إسهامات الدول فى الاحتباس الحراري
ووثق الباحثون جهودهم البحثية في دراسة نُشرت الأربعاء في دورية “ساينتفك داتا” (Scientific Data)، تستند إلى السجلات المنشورة للانبعاثات التاريخية لغازات الدفيئة الثلاثة: ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، وهي الغازات التي قدمت مساهمات كبيرة في الاحتباس الحراري، من فترة ما قبل الثورة الصناعية حتى عام 2021، وفقا لتقرير سكاى نيوز عربية.
إسهامات الدول
تقدم الدراسة ترتيبا للدول التي ساهمت بأكبر قدر في ظاهرة الاحتباس الحراري حتى عام 2021، من خلال انبعاثات غازات الدفيئة الثلاثة منذ عام 1850، كالتالي:
• الولايات المتحدة الأميركية (0.28 درجة مئوية / 17.3% ).
• الصين (0.20 درجة مئوية / 12.3%).
• روسيا (0.10 درجة مئوية / 6.1%).
• البرازيل (0.08 درجة مئوية / 4.9%).
• الهند (0.08 درجة مئوية / 4.8 %).
• إندونيسيا، ألمانيا، المملكة المتحدة، اليابان، وكندا: يساهم كل منها بنسبة 0.03-0.05 درجة مئوية.
تغيرات على مر السنوات
ويشير الباحثون إلى أن مساهمات بعض البلدان في الاحتباس الحراري قد تغيرت مقارنة بغيرها، منذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي عام 1992، على النحو التالي:
• تفوقت الصين على روسيا، لتصبح ثاني أكبر مساهم في ارتفاع درجات الحرارة.
• تجاوزت إندونيسيا كلا من ألمانيا والمملكة المتحدة، لتصبح في المركز السادس.
• ارتفعت المساهمات المجمعة للاحترار في البرازيل وجنوب إفريقيا والهند والصين من 17 بالمئة في عام 1992 إلى 23 بالمئة في عام 2021.
• انخفضت مساهمة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الصناعية بشكل طفيف، من 47 بالمئة إلى 40%.
من اللافت أيضا أنه منذ عام 1992، كان الاحترار الإضافي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري العالمية، أكبر بأربع مرات من الاحترار الناجم عن إزالة الغابات.
تحديثات دورية
قاد الدراسة الدكتور ماثيو جونز، من مركز تيندال لأبحاث تغير المناخ بجامعة إيست أنجليا (UEA) بالمملكة المتحدة، والذي تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن تفاصيل تطوير الأداة الجديدة، ومدى أهميتها فيما يتعلق بقضايا تغير المناخ، فيقول:
• “في البداية، طرحنا سؤالا عن مقدار مساهمة كل دولة في تغير المناخ من خلال الانبعاثات التاريخية لثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، ولاحظنا أنه ليس من السهولة الحصول على البيانات التي يمكن أن تساعد في الإجابة على هذا السؤال”.
• “لهذا السبب أنشأنا مجموعة البيانات بأنفسنا، ونخطط لتحديثها بانتظام حتى نتمكن من مراقبة التغيرات التي تطرأ على المساهمات الوطنية في تغير المناخ، لا سيما الاستجابة لسياسات المناخ العالمية”.
• “من مجموعة البيانات الخاصة بنا، يتضح أي البلدان كانت المساهم الرئيسي في تغير المناخ منذ عام 1850، لكن يمكننا أيضا أن نرى كيف تغيرت الأمور منذ أن أصبح تغير المناخ قضية أساسية على ساحة السياسة الدولية”.
• “قدّمت الدول التي قادت الثورة الصناعية مساهمات كبيرة في ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال انبعاثاتهم التاريخية، على سبيل المثال، تظل الولايات المتحدة أكبر مساهم في الاحتباس الحراري منذ عام 1850”.
ما أهمية هذه “الأداة”؟
وفيما يتعلق بأهمية تلك البيانات، قال جونز لموقع “سكاي نيوز عربية”:
• “نعتقد أن مجموعة البيانات هذه ستكون أداة مهمة حقا لتتبع تأثير السياسات المناخية، حيث تسعى العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم لتحقيق صافي صفر انبعاثات”.
• “لن تسمح لنا الأداة فقط بتتبع الانخفاض في الانبعاثات في المستقبل، لكن أيضا تأثير خفض الانبعاثات على وتيرة الاحتباس الحراري”.
• “ستشهد هذه الأداة الجديدة تغييرات على أساس سنوي؛ لأننا سنقوم بتحديثها ببيانات انبعاثات جديدة كل عام على الأقل”.
• “فيما يتعلق بدقة النتائج، تشير تقديراتنا إلى ارتفاع درجة حرارة 1.4 درجة مئوية بسبب هذه غازات الدفيئة الثلاثة وحدها، مما يطابق 1.4 درجة التي أبلغت عنها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقرير التقييم السادس”.
يشار إلى أن الفريق البحثي الذي يقف وراء الأداة الجديدة، ضم علماء من مركز أبحاث المناخ الدولي في النرويج، ومعهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، وجامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ في بألمانيا، والمعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في النمسا، ومركز Woodwell لأبحاث المناخ بالولايات المتحدة، وجامعة إكستر بالمملكة المتحدة.